الاحد 18 مايو 2025 09:27 م بتوقيت القدس
نشرت صحف عالمية تقريرا يكشف تفاصيل خطة إسرائيلية لتقسيم قطاع غزة إلى ثلاث مناطق يفصل بينها أربع مناطق عسكرية تسيطر عليها إسرائيل.
تأتي هذه الخطوة ضمن استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى السيطرة الكاملة على القطاع، وسط استمرار الحصار والتجويع كوسيلة للضغط على الفلسطينيين.
وبحسب تقرير صحيفة "صنداي تايمز"، فإن الجيش الإسرائيلي يخطط للسيطرة على أربع مناطق رئيسية تمتد من شمال القطاع حتى مدينة غزة، مرورا بمنطقة ممر نتساريم ومحور موراج وصولاً إلى رفح في الجنوب.
ووفق الخطة، سيتم تقسيم سكان غزة إلى ثلاث مناطق منفصلة، مع فرض قيود صارمة على التنقل، حيث لا يسمح للمواطنين بالتنقل بين هذه المناطق إلا بتصاريح أمنية، إلى جانب إجراءات تفتيش مشددة للبضائع.
ويشير التقرير إلى أن عملية إخلاء المناطق التي ستسيطر عليها إسرائيل ستستغرق نحو ثلاثة أسابيع، وستشمل بناء بنية تحتية عسكرية لفصل المناطق المدنية وتعزيز وجود القوات الإسرائيلية داخل القطاع.
كما تكشف الخريطة المسربة أن هناك نحو 12 موقعا داخل المناطق المدنية ستخصص لتوزيع المساعدات الإنسانية، في إطار خطة المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، التي تشمل توسيع عدد "مواقع التوزيع الآمنة" لمساعدة السكان في غزة.
تأتي هذه التطورات في وقت يعاني فيه القطاع من أزمة إنسانية حادة وسط قصف مكثف من الجيش الإسرائيلي، بينما تسعى الوساطات الدولية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وفي هذا السياق، نقلت تقارير عن موافقة حركة حماس على إطلاق سراح نصف الرهائن مقابل تهدئة لمدة شهرين، وهو ما نفته إسرائيل رسمياً.
من جهتها، وصفت صحيفة "إلباييس" الإسبانية ما يجري في غزة بأنه "إبادة جماعية محتملة"، مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف هذا التصعيد، معتبرة أن خطاب الجرائم الإسرائيلية يجب أن يكون أكثر حدة بما يتناسب مع حجم المعاناة الفلسطينية.
أما صحيفة "التايمز" فتحدثت عن خريطة سربها دِبلوماسيون تظهر أن الجيش الإسرائيلي يقترح إجبار المدنيين في غزة على البقاء في 3 قطاعات خاضعة لسيطرة مشددة، وتفصل بينها 4 مناطق محتلة.
ووفقا للصحيفة، فإن هذه الخريطة ستبقى ما لم يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار خلال الأيام المقبلة. وتظهر الخطة أنه سيمنع المدنيون من التنقل بين هذه القطاعات من دون تصريح، وستستخدم إجراءات أمنية بما في ذلك التحقق من الهوية.
وفي وقت تزداد فيه الضغوط الدولية لتجنب عملية عسكرية واسعة في غزة، أكدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن التصعيد الحالي يقلل من فرص التوصل لتسوية سلمية، مشيرة إلى أن المجتمع الدولي يسعى للضغط من أجل وقف إطلاق النار.
أما صحيفة "واشنطن تايمز" فقد سلطت الضوء على القمة العربية في بغداد التي طالب فيها القادة العرب بوقف الحرب وتعهدوا بالمساعدة في إعادة إعمار غزة فور انتهاء العمليات العسكرية، في حين لم تسفر جولة الرئيس الأميركي الأخيرة عن نتائج ملموسة في وقف إطلاق النار.
وفي المجمل، يعكس هذا التقرير استمرارية التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة، وسط جهود دبلوماسية مكثفة للتوصل إلى حل وسط يحول دون توسع النزاع، ويخفف من حجم الأزمة الإنسانية التي يمر بها السكان الفلسطينيون.