منذ بداية عام 2025، لقي 44 شخصاً من أبناء المجتمع العربي مصرعهم في حوادث الطرق، بحسب ما أفادت به جمعية "أور ياروك". ورغم أن هذا العدد يشكّل انخفاضاً مقارنة بالفترة المماثلة من العام الماضي التي سُجّل فيها مقتل 59 شخصاً من المجتمع العربي، إلا أن المعطيات العامة تكشف عن اتجاه مقلق يتمثل بارتفاع في عدد الضحايا على مستوى الدولة، حيث لقي 161 شخصاً حتفهم في حوادث الطرق منذ مطلع العام، مقابل 154 في نفس الفترة من عام 2024، أي بزيادة قدرها خمسة بالمئة.

ويعكس هذا الواقع استمرار النزيف البشري على الطرقات، لا سيما في صفوف المواطنين العرب، حيث سُجّلت وفيات في ظروف متنوعة: من بين الضحايا 19 شخصاً توفوا أثناء ركوبهم سيارات خاصة، و10 من راكبي الدراجات النارية والسكوتر، بالإضافة إلى سبعة مشاة. كما لقي خمسة أشخاص حتفهم في حوادث شملت شاحنات ثقيلة. وتظهر المعطيات كذلك أن ثمانية سائقين شباب دون سن الرابعة والعشرين فقدوا حياتهم هذا العام، مما يسلّط الضوء على حجم الخطر الذي يواجهه الجيل الشاب على الطرقات.

وتشير تفاصيل أخرى إلى أن ثمانية أطفال دون سن 14 عاماً لقوا مصرعهم أيضاً في حوادث الطرق، فيما بلغ عدد القتلى في الفئة العمرية من 15 حتى 24 عاماً أربعة عشر شاباً. أما من حيث مواقع الحوادث، فقد وقعت الغالبية الساحقة من الوفيات – 33 حالة – على الطرق بين المدن، مقابل سبع حالات داخل المدن، وأربع حالات في مناطق مفتوحة.

التقليصات تؤدي إلى نتائج قاتلة

في تعليقه على هذه الأرقام، قال المحامي يانيف يعقوب، المدير العام لجمعية أور ياروك، إن حوادث الطرق ما زالت تحصد الأرواح بشكل يومي، وإن الجميع يدفع ثمناً باهظاً ومؤلماً نتيجة هذا الإهمال. وأضاف: "إن التقليصات في الميزانيات المخصصة للحد من الحوادث تؤدي إلى نتائج قاتلة. لا يمكن الاستمرار في تحميل السائقين وحدهم المسؤولية. على وزارة النقل والسلامة على الطرق أن تتوقف عن اللامبالاة، وأن تتحمّل مسؤوليتها بوضع خطة شاملة للحد من حوادث الطرق في المجتمع العربي، تشمل تحسين البنية التحتية، تعزيز التوعية والتعليم، وزيادة حضور الشرطة".

تسلّط هذه المعطيات الضوء على أزمة متواصلة، وتدق ناقوس الخطر بشأن غياب سياسة متكاملة للوقاية من حوادث الطرق، خاصة في المجتمع العربي الذي يتعرّض لتجاهل ممنهج في هذا المجال. في ظل هذه الأرقام الصادمة، تتعاظم الحاجة إلى تحرّك فوري وفعّال ينقذ الأرواح ويضع حدًا لهذا الاستهتار المستمر.

الكلمات الدلالية :